فصل: قال القرطبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أما النقل فكثير مذكور في كتاب اللغة منها ديوان الأدب وغيره مما يعتبر النقل عنه.
وأما الاستعمال فقول القائل:
قد استوى بشر على العراق ** من غير سيف ودم مهراق

وعلى هذا فكلمة ثم، معناها ما ذكرنا كأنه قال خلق السموات والأرض، ثم هاهنا ما هو أعظم منه استوى على العرش، فإنه أعظم من الكرسي والكرسي وسع السموات والأرض والوجه الثالث: قيل إن المراد الاستقرار وهذا القول ظاهر ولا يفيد أنه في مكان، وذلك لأن الإنسان يقول استقر رأي فلان على الخروج ولا يشك أحد أنه لا يريد أن الرأي في مكان وهو الخروج، لما أن الرأي لا يجوز فيه أن يقال إنه متمكن أو هو مما يدخل في مكان إذا علم هذا فنقول فهم التمكن عند استعمال كلمة الاستقرار مشروط بجواز التمكن، حتى إذا قال قائل استقر زيد على الفلك أو على التخت يفهم منه التمكن وكونه في مكان، وإذا قال قائل استقر الملك على فلان لا يفهم أن الملك في فلان، فقول القائل الله استقر على العرش لا ينبغي أن يفهم كونه في مكان ما لم يعلم أنه مما يجوز عليه أن يكون في مكان أو لا يجوز، فإذن فهم كونه في مكان من هذه اللفظة مشروط بجواز أن يكون في مكان، فجواز كونه في مكان إن استفيد من هذه اللفظة يلزم تقدم الشيء على نفسه وهو محال، ثم الذي يدل على أنه لا يجوز أن يكون على العرش بمعنى كون العرش مكانًا له وجوه من القرآن أحدها: قوله تعالى: {وَإنَّ الله لَهُوَ الغنى} [الحج: 64] وهذا يقتضي أن يكون غنيًا على الإطلاق، وكل ما هو في مكان فهو في بقائه محتاج إلى مكان، لأن بديهة العقل حاكمة بأن الحيز إن لم يكن لا يكون المتحيز باقيًا، فالمتحيز ينتفي عند انتفاء الحيز، وكل ما ينتفي عند انتفاء غيره فهو محتاج إليه في استمراره، فالقول باستقراره يوجب احتياجه في استمراره وهو غنى بالنص الثاني: قوله تعالى: {كُلُّ شيء هَالكٌ إلاَّ وَجْهَهُ} [القصص: 88] فالعرش يهلك وكذلك كل مكان فلا يبقى وهو يبقى، فاذن لا يكون في ذلك الوقت في مكان، فجاز عليه أن لا يكون في مكان، وما جاز له من الصفات وجب له فيجب أن لا يكون في مكان الثالث: قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد: 4] ووجه التمسك به هو أن على إذا استعمل في المكان يفهم كونه عليه بالذات كقولنا فلان على السطح وكلمة مع إذا استعملت في متمكنين يفهم منها اقترانهما بالذات كقولنا زيد مع عمرو إذا استعمل هذا فإن كان الله في مكان ونحن متمكنون، فقوله: {إنَّ الله مَعَنَا} [التوبة: 40] وقوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ} كان ينبغي أن يكون للاقتران وليس كذلك، فإن قيل كلمة مع تستعمل لكون ميله إليه وعلمه معه أو نصرته يقال الملك الفلاني مع الملك الفلاني، أي بالإعانة والنصر، فنقول كلمة على تستعمل لكون حكمه على الغير، يقول القائل لولا فلان على فلان لأشرف في الهلاك ولأشرف على الهلاك، وكذلك يقال لولا فلان على أملاك فلان أو على أرضه لما حصل له شيء منها ولا أكل حاصلها بمعنى الإشراف والنظر، فكيف لا نقول في استوى على العرش إنه استوى عليه بحكمه كما نقول هو معناه بعلمه الرابع: قوله تعالى: {لاَّ تُدْركُهُ الأبصار وَهُوَ يُدْركُ الأبصار} [الأنعام: 103] ولو كان في مكان لأحاط به المكان وحينئذٍ فإما أن يرى وإما أن لا يرى، لا سبيل إلى الثاني بالاتفاق لأن القول بأنه في مكان ولا يرى باطل بالإجماع، وإن كان يرى فيرى في مكان أحاط به فتدركه الأبصار.
وأما إذا لم يكن في مكان فسواء يرى أو لا يرى لا يلزم أن تدركه الأبصار.
أما إذا لم ير فظاهر.
وأما إذا رؤي فلأن البصر لا يحيط به فلا يدركه.
وإنما قلنا إن البصر لا يحيط به لأن كل ما أحاط به البصر فله مكان يكون فيه وقد فرضنا عدم المكان، ولو تدبر الإنسان القرآن لوجده مملوءًا من عدم جواز كونه في مكان، كيف وهذا الذي يتمسك به هذا القائل يدل على أنه ليس على العرش بمعنى كونه في المكان، وذلك لأن كلمة ثم للتراخي فلو كان عليه بمعنى المكان لكان قد حصل عليه بعد ما لم يكن عليه فقبله إما أن يكون في مكان أو لا يكون، فإن كان يلزم محالان أحدهما: كون المكان أزليًا، ثم إن هذا القائل يدعى مضادة الفلسفي فيصير فلسفيًا يقول بقدم سماء من السموات والثاني: جواز الحركة والانتقال على الله تعالى وهو يفضي إلى حدوث الباري أو يبطل دلائل حدوث الأجسام، وإن لم يكن مكان وما حصل في مكان يحيل العقل وجوده بلا مكان، ولو جاز لما أمكن أن يقال بأن الجسم لو كان أزليًا، فإما أن يكون في الأزل ساكنًا أو متحركًا لأنهما فرعا الحصول في مكان، وإذا كان كذلك فيلزمه القول بحدوث الله أو عدم القول بحدوث العالم، لأنه إن سلم أنه قبل المكان لا يكون فهو القول بحدوث الله تعالى وإن لم يسلم فيجوز أن يكون الجسم في الأزل لم يكن في مكان ثم حصل في مكان فلا يتم دليله في حدوث العالم، فيلزمه أن لا يقول بحدوثه، ثم إن هذا القائل يقول إنك تشبه الله بالمعدوم فإنه ليس في مكان ولا يعلم أنه جعله معدومًا حيث أحوجه إلى مكان، وكل محتاج نظرًا إلى عدم ما يحتاج إليه معدوم ولو كتبنا ما فيها لطال الكلام.
ثم قال تعالى: {مَا لَكُمْ مّن دُونه من وَليّ وَلاَ شَفيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ} لما ذكر أن الله خالق السموات والأرض، قال بعضهم نحن معترفون بأن خالق السموات والأرض واحد هو إله السموات، وهذه الأصنام صور الكواكب منها نصرتنا وقوتنا، وقال آخرون هذه صور الملائكة عند الله هم شفعاؤنا فقال الله تعالى لا إله غير الله، ولا نصرة من غير الله ولا شفاعة إلا بإذن الله فعبادتكم لهم لهذه الأصنام باطلة ضائعة لا هم خالقوكم ولا ناصروكم ولا شفعاؤكم، ثم قال تعالى: {أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ} ما علمتموه من أنه خالق السموات والأرض وخلق هذه الأجسام العظام لا يقدر عليه مثل هذه الأصنام حتى تنصركم والملك العظيم لا يكون عنده لهذه الأشياء الحقيرة احترام وعظمة حتى تكون لها شفاعة.
{يُدَبّرُ الْأَمْرَ منَ السَّمَاء إلَى الْأَرْض ثُمَّ يَعْرُجُ إلَيْه في يَوْمٍ كَانَ مقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ممَّا تَعُدُّونَ (5)}.
لما بين الله تعالى الخلق بين الأمر كما قال تعالى: {أَلاَ لَهُ الخلق والأمر} [الأعراف: 54] والعظمة تتبين بهما فإن من يملك مماليك كثيرين عظماء تكون له عظمة، ثم إذا كان أمره نافذًا فيهم يزداد في أعين الخلق، وإن لم يكن له نفاذ أمر ينقص من عظمته، وقوله تعالى: {ثُمَّ يَعْرُجُ إلَيْه} معناه، والله أعلم أن أمره ينزل من السماء على عباده وتعرج إليه أعمالهم الصالحة الصادرة على موافقة ذلك الأمر، فإن العمل أثر الأمر.
وقوله تعالى: {فى يَوْمٍ كَانَ مقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمَّا تَعُدُّونَ} فيه وجوه أحدها: أن نزول الأمر وعروج العمل في مسافة ألف سنة مما تعدون وهو في يوم فإن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة فينزل في مسيرة خمسمائة سنة، ويعرج في مسيرة خمسمائة سنة، فهو مقدار ألف سنة ثانيها: هو أن ذلك إشارة إلى امتداد نفاذ الأمر، وذلك لأن من نفذ أمره غاية النفاذ في يوم أو يومين وانقطع لا يكون مثل من ينفذ أمره في سنين متطاولة فقوله تعالى: {فى يَوْمٍ كَانَ مقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} يعني يدبر الأمر في زمان يوم منه ألف سنة، فكم يكون شهر منه، وكم تكون سنة منه، وكم يكون دهر منه، وعلى هذا الوجه لا فرق بين هذا وبين قوله: {مقداره خمسين ألف سنة} [المعارج: 4] لأن تلك إذا كانت إشارة إلى دوام نفاذ الأمر، فسواء يعبر بالألف أو بالخمسين ألفًا لا يتفاوت إلا أن المبالغة تكون في الخمسين أكثر وتبين فائدتها في موضعها إن شاء الله تعالى.
وفي هذه لطيفة وهو أن الله ذكر في الآية المتقدمة عالم الأجسام والخلق، وأشار إلى عظمة الملك، وذكر في هذه الآية عالم الأرواح والأمر بقوله: {يُدَبّرُ الأمر} والروح من عالم الأمر كما قال تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ عَن الروح قُل الروح منْ أَمْر رَبّي} [الإسراء: 85] وأشار إلى دوامه بلفظ يوهم الزمان والمراد دوام البقاء كما يقال في العرف طال زمان فلان والزمان لا يطول، وإنما الواقع في الزمان يمتد فيوجد في أزمنة كثيرة فيطول ذلك فيأخذ أزمنة كثيرة، فأشار هناك إلى عظمة الملك بالمكان وأشار إلى دوامه هاهنا بالزمان فالمكان من خلقه وملكه والزمان بحكمه وأمره.
واعلم أن ظاهر قوله: {يُدَبّرُ الأمر} في يوم يقتضي أن يكون أمره في يوم واليوم له ابتداء وانتهاء فيكون أمره في زمان حادث فيكون حادثًا وبعض من يقول بأن الله على العرش استوى يقول بأن أمره قديم حتى الحروف، وكلمة كن فكيف فهم من كلمة على كونه في مكان، ولم يفهم من كلمة في كون أمره في زمان. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله تعالى: {يُدَبّرُ الأَمْرَ} فيه وجهان:
أحدهما: يقضي الأمر، قاله مجاهد.
الثاني: ينزل الوحي، قاله السدي.
{منَ السَّمَاء إلَى الأَرْض} قال السدي من سماء الدنيا إلى الأرض العليا وفيه وجهان:
أحدهما: يدبر الأمر في السماء وفي الأرض.
الثاني: يدبره في السماء ثم ينزل به الملك إلى الأرض وروى عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن سابط أنه قال: يدبر أمر الدنيا أربعة: جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل، فأما جبريل فموكل بالرياح والجنود، وأمَّا ميكائيل فموكل بالقطر والماء، وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح، وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمر عليهم.
{ثُمَّ يَعْرُجُ إلَيه} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه جبريل يصعد إلى السماء بعد نزوله بالوحي، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: أنه الملك الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، قاله النقاش.
الثالث: أنها أخبار أهل الأرض تصعد إليه مع حملتها من الملائكة، قاله ابن شجرة.
{في يَوْمٍ كَانَ مقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ممَّا تَعُدُّونَ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه يقضي أمر كل شيء لألف سنة في يوم واحد ثم يلقيه إلى ملائكته فإذا مضت قضى لألف سنة أخرى ثم كذلك أبدًا، قاله مجاهد.
الثاني: أن الملك ينزل ويصعد في يوم مسيرة ألف سنة، قاله ابن عباس. والضحاك.
الثالث: أن الملك ينزل ويصعد في يوم مقداره ألف سنة فيكون مقدار نزوله خمسمائة سنة ومقدار صعوده خمسمائة سنة، قاله قتادة: فيكون بين السماء والأرض على قول ابن عباس والضحاك مسيرة ألف سنة، وعلى قول قتادة والسدي مسيرة خمسمائة سنة.
{ممَّا تَعُدُّونَ} أي تحسبون من أيام الدنيا وهذا اليوم هو عبارة عن زمان يتقدر بألف سنة من سني العالم وليس بيوم يستوعب نهارًا بين ليلتين لأنه ليس عند الله ليل استراحة ولا زمان تودع، والعرب قد تعبر عن مدة العصر باليوم كما قال الشاعر:
يومان يوم مقامات وأندية ** ويوم سيرٍ إلى الأعداء تأويب

وليس يريد يومين مخصوصين وإنما أراد أن زمانهم ينقسم شطرين فعبر عن كل واحد من الشطرين بيوم. اهـ.

.قال ابن عطية:

وقوله تعالى: {في ستة أيام} يقضي بأن يومًا من أيام الجمعة بقي لم يخلق فيه شيءء، وتظاهرت الأحاديث الصحاح أن الخلق ابتدىء يوم الأحد، وخلق آدم يوم الجمعة آخر الأشياء فهذا مستقيم مع هذه الآية.
ووقع في كتاب مسلم أن الخلق ابتدىء يوم السبت، فهذا يخالف الآية اللهم إلا أن يكون أراد في الآية جميع الأشياء غير آدم، ثم يكون يوم الجمعة هو الذي لم يخلق فيه شيء مما بين السماء والأرض، لأن آدم لم يكن حينئذ مما بينهما، وقد تقدم القول في قوله: {استوى على العرش} بما فيه كفاية، و{ثم} في هذا الموضع لترتيب الجمل لأن الاستواء كان بعد أن لم يكن، وهذا على المختار في معنى {استوى} ونفي الشفاعة محمول على أحد وجهين: إما عن الكفرة وإما نفي الشفعاء من ذاتهم على حد شفاعة الدنيا لأن شفاعة الآخرة إنما هي بعد إذن من الله تعالى.
{يُدَبّرُ الْأَمْرَ منَ السَّمَاء إلَى الْأَرْض}.
{الأمر} اسم جنس لجميع الأمور، والمعنى ينفذ الله تعالى قضاءه بجميع ما يشاؤه، {ثم يعرج إليه} خبر ذلك {في يوم} من أيام الدنيا {مقداره} أن لو سير فيه السير المعروف من البشر {ألف سنة} لأن ما بين السماء والأرض خمسمائة سنة هذا أحد الأقوال، وهو قو لمجاهد وابن عباس وقتادة وعكرمة والضحاك، وقال مجاهد أيضًا: إن المعنى أن الضمير في {مقداره} عائد على التدبير، أي كان مقدار التدبير المنقضي في يوم ألف سنة لو دبرها البشر، وقال مجاهد أيضًا المعنى أن الله تعالى يدبر ويلقي إلى الملائكة أمور ألف سنة من عندنا وهو اليوم عنده فإذا فرغت ألقى إليهم مثلها، فالمعنى أن الأمور تنفذ عنده لهذه المدة ثم تصير إليه آخرًا لأن عاقبة الأمور إليه، وقيل المعنى {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض} في مدة الدنيا {ثم يعرج إليه} يوم القيامة ويوم القيامة {مقداره ألف سنة} من عندنا وهو على الكفار قدر خمسين ألف سنة لهوله وشنعته حسبما في سورة: {سأل سائل} وسنذكر هنالك ما فيه من الأقوال والتأويل إن شاء الله، وحكى الطبري في هذه الآية عن بعضهم أنه قال قوله: {في يوم} إلى آخر الآية متعلق بقوله قبل هذا {في ستة أيام} [السجدة: 4] ومتصل به أي أن تلك الستة كل واحد منها من ألف سنة.
قال الفقيه الإمام القاضي: وهذا قول ضعيف مكرهة ألفاظ هذه الآية عليه رادة له الأحاديث التي بينت أيام خلق الله تعالى المخلوقات، وحكي أيضًا عن ابن زيد عن بعض أهل العلم أن الضمير في {مقداره} عائد على العروج، والعروج الصعود، والمعارج الأدراج التي يصعد عليها، وقالت فرقة معنى الآية يدبر أمر الشمس في أنها تصعد وتنزل في يوم وذلك قدر ألف سنة.
قال الفقيه الإمام القاضي: وهذا أيضًا ضعيف وظاهر عود الضمير في {إليه} على اسم الله تعالى كما قال: {ذاهب إلى ربي} [الصافات: 99]، وكما قال: {مهاجر إلى ربي}، وهذا كله بريء من التحيز، وقيل إن الضمير يعود على {السماء} لأنها قد تذكر، وقرأ جمهور الناس {تعدون} بالتاء، وقرأ الأعمش والحسن بخلاف عنه {يعدون} بالياء من تحت. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {الله الذي خَلَقَ السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا في ستَّة أَيَّامٍ}.
عرّفهم كمال قدرته ليسمعوا القرآن ويتأمّلوه.
ومعنى: {خَلَقَ} أبدع وأوجد بعد العدم وبعد أن لم تكن شيئًا.
{في ستَّة أَيَّامٍ} من يوم الأحد إلى آخر يوم الجمعة.
قال الحسن: من أيام الدنيا.
وقال ابن عباس: إن اليوم من الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض مقدارُه ألف سنة من سني الدنيا.
وقال الضحاك: في ستة آلاف سنة؛ أي في مدّة ستة أيام من أيام الآخرة.
{ثُمَّ استوى عَلَى العرش} تقدّم في الأعراف والبقرة وغيرهما، وذكرنا ما للعلماء في ذلك مستوفى في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى.
وليست {ثُمَّ} للترتيب وإنما هي بمعنى الواو.
{مَا لَكُمْ مّن دُونه من وَليٍّ وَلاَ شَفيعٍ} أي ما للكافرين من وليّ يمنع من عذابهم ولا شفيع، ويجوز الرفع على الموضع.